يمكنك البحث في هذه المدونة بالنقر هنا

2021-08-07

المنشور رقم (1): الفرق بين مصطلح الدراسة ومصطلح البحث في ميدان البحث العلمي.

يوجد فرق بين مصطلح "بحث" ومصطلح "دراسة" في ميدان البحث العلمي، وللأسف الشديد يستخدمهم الباحثون بالتبادل على أنهم يعطون نفس المعنى، وقد وقعت في هذا الخطأ في بعض أبحاثي، حتى اتضح لي الفرق، وسأقوم بتوضيحه في هذا المنشور لتعم الفائدة للجميع.


أن كلمة البحث في اللغة تعني الحفر والتنقيب، أما في الاصطلاح فتعني استخراج حقيقة علمية والبحث عنها, ويتم ذلك من خلال فهم طرائق المنهج العلمي، حيث يتم حل المشكلة وفقا لطريقة علمية، ولا تعود نتيجة هذا البحث بالنفع بالدرجة الأولى على الباحث (كما في الدراسة)، بل تعود النتيجة على الباحث وعلى العلم والمجتمع، فيزيد معدل تطور وتقدم المجتمع بسبب كثرة الأبحاث العلمية المعمولة بها.

أما بالنسبة لمصطلح الدراسة فيعني قراءة الكتب وفهمها وحفظها لتعود بالفائدة على الدارس من داخل ذاته، حيث تقوم الدراسة بإثراء ذهنه وتعود بالنفع عليه في زيادة معلوماته.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ
وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥ الأنعام﴾

أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ﴿٣٧ القلم﴾

وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ﴿٤٤ سبإ﴾

أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّوَدَرَسُوا مَا فِيهِ ﴿١٦٩ الأعراف﴾

كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩ آل عمران﴾

يلاحظ من الآيات الكريمة السابقة، إن الله -سبحانه وتعالى- ربط الدراسة بالكتاب والعلم، والإنسان عندما يدرس الكتاب تعود فائدته بالدرجة الأولى عليه وحده، بينما البحث عندما يجريه الباحث فالغرض منه هو إفادة الغير وليس الباحث فقط، وفي هذا قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: 

فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿٣١ المائدة﴾.

هذا، والله أعلى وأعلم


المراجع:

1. كتب العالم المصري الدكتور حسن ساعاتي (نسأل الله له الرحمة والمغفرة)

2. عرض علمي للدكتور فتحي سمهود في أحد مراكز التدريب في مدينة طرابلس.